سورة الطور - تفسير تفسير الألوسي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الطور)


        


{إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (7)}
{إِنَّ عَذَابَ رَبّكَ لَوَاقِعٌ} أي لكائن على شدّة كأنه مهيأ في مكان مرتفع فيقع على من يحل به من الكفار؛ وفي إضافته إلى الرب مع إضافة الرب إلى ضميره عليه الصلاة والسلام أمان له صلى الله عليه وسلم وإشارة إلى أن العذاب واقع ن كذبه، وقرأ زيد بن علي رضي الله تعالى عنهما واقع بدون لام، وقوله تعالى:


{مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ (8)}
{مَّا لَهُ مِن دَافِعٍ} خبر ثان لان أو صفة {لَوَاقِعٌ} أو هو جملة معترضة، و{مِن دَافِعٍ} إما مبتدأ للظرف أو مرتفع به على الفاعلية، و{مِنْ} مزيدة للتأكيد ولا يخفى ما في الكلام من تأكيد الحكمة وتقريره؛ وقد روى أن عمر رضي الله تعالى عنه قرأ من أول السورة إلى هنا فبكى ثم بكى حتى عيد من وجعه وكان عشرين يومًا، وأخرج أحمد. وسعيد بن منصور. وابن سعد عن جبير بن مطعم قال: قدمت المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم لأكلمه في أساري بدر فدفعت إليه وهو يصلي بأصحابه صلاة المغرب فسمعته يقرأ {والطور} إلى {إِنَّ عَذَابَ رَبّكَ لَوَاقِعٌ مَّا لَهُ مِن دَافِعٍ} [الطور: 81] فكأنما صدع قلبي، وفي رواية فأسلمت خوفًا من نزول العذاب وما كنت أظن أن أقوم من مقامي حتى يقع بي العذاب، وهو لا يأبى أن يكون المراد الوقوع يوم القيامة ومن غريب ما يحكى أن شخصًا رأى مكتوبًا في كفه خمس واوات فعبرت له بخير فسأل ابن سيرين فقال: تهيأ لما لايسر فقال له: من أين أخذت هذا؟ فقال: من قوله عز وجل: {والطور} إلى {إِنَّ عَذَابَ رَبّكَ لَوَاقِعٌ} [الطور: 71] فما مضى يومان أو ثلاثة حتى أحيط بذلك الشخص، وقوله سبحانه:


{يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا (9)}
{يَوْمَ تَمُورُ السماء مَوْرًا} منصوب على الظرفية وناصبه {وَاقِعٍ} أو {دَافِعٍ} أو معنى النفي وإيهام أنه لا ينتفي دفعه في غير ذلك اليوم بناءًا على اعتبار المفهوم لا ضير فيه لعدم مخالفته للواقع لأنه تعالى أمهلهم في الدنيا وما أهملهم، ومنع مكي أن يعمل فيه {وَاقِعٍ} ولم يذكر دليل المنع ولا دليل له فيما يظهر، ومعنى {تَمُورُ} تضطرب كما قال ابن عباس أن ترتج وهي في مكانها، وفي رواية عنه تشقق، وقال مجاهد: تدور، وأصل المور التردد في المجيء والذهاب، وقيل: التحرك في تموج، وقيل: الجريان السريع، ويقال للجري مطلقًا وأنشدوا للأعشى:
كأن مشيتها من بيت جارتها *** مور السحابة لا ريث ولا عجل

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8